الجمعة، 14 أغسطس 2009

السلام عليكم أعضاءنا الكراماليوم سأخذكم في رحلة إلى أعلى قمة جبلية في إفريقيا إلى جبال كيليمنجارو في تانزانبا حيث يبلغ إرتفعها 5895 متر فوق مستوى سطح البحر و هو ذو طبيعة بركانية تحيط به الغابات الإستوائية الكبيرة و الكثيفة و محميات للحيوانات كالغزلان و الفيلة و حيوانات أخرى متنوعةنخليكم مع الصور المبهرة و لا يسعني ان أقول سوى سبحان الله

نظرية المعرفة

اعتادت المؤلفات الفلسفية التقليدية على تصنيف موضوعاً الفلسفة إلى ثلاثة أقسام رئيسية :-
( الجابري ، 2002م ، ص20 ) .
1- الأنطولوجيا (فلسفة الوجود) : وتعني البحث في الوجود العام المتحرر من كل تحديد أو تعيين ، ومحاولة بيان طبيعته ، والكشف عن مبادئه الأولى وعلله القصوى وخصائصه العامة .
2- الإكسيولوجيا (فلسفة الأخلاق و الجمال) : أي البحث في القيم ، قيم الحق والخير والجمال التي يتناولها على التوالي علم المنطق ، وعلم الأخلاق ، وعلم الجمال ، بالمعنى التقليدي لهذه العلوم التي توصف بأنها علوم معيارية لكونها تهتم بما ينبغي أن يكون ، وذلك في مقابل العلوم الوضعية التي تهتم بما هو كائن .
3- نظرية المعرفة : وتختص بالحبث في إمكانية قيام معرفة ما عن الوجود بمختلف أشكاله ومظاهره وإذا كانت المعرفة ممكنة فما أدواتها وما حدودها وما قيمتها
من البحث في هذه القضايا وأمثالها ، تفرعت المذاهب الفلسفية المعروفة ، وبغض النظر عن مذهب الشك الذي لا يمكن الدفاع عنه ، رغم حجج الشكاك القدماء والمحدثين ، فإن

المذاهب الرئيسية في مشكلة المعرفة هي التالية :-

المذهب العقلي : الذي يرى أن العقل بما ركب فيه من استعدادات أولية أو مبادئ قبلية هو وسيلتنا الوحيدة للمعرفة اليقينية .
المذهب الحسي أو التجيريبي : الذي يرجع المعرفة كلها إلى ما تمدنا به الحواس ، باعتبار أن العقل " صفحة بيضاء " ليس فيه إلا ما تنقله إليه حواسنا .
المذهب الحدسي : الذي يذهب إلى أن الطريق الصحيح للمعرفة ، الجديرة بهذا الأسم هو الحدس ( مع الاختلاف حول مفهوم الحدس ذاته ) . أما بخصوص قيمة المعرفة التي يمكن للإنسان الحصول عليها بالحس أو العقل أو بهما معاً ، فيمكن التمييز بين مذهبيين رئيسين : النزعة الوثوقية – الدغمائية – التي تقول بإمكانية توصل الإنسان إلى معارف مطلقة يقينية يقيناً مطلقاً ، والنزعة النقدية – أو النسبية – التي ترى أن المعرفة البشرية محدودة بالمعطيات الحسية ، وبالتالي فإنها على الرغم من أهمية دور العقل فيها لن تكون إلا نسبية ( النزعة الكانتية بالخصوص ) .
أختلف الفلاسفة كثيراً حول تحديد معنى المعرفة على مر العصور ؛ لذا وضعوا مبحثاً خاصاً بذلك أسموه " نظرية المعرفة " ورغم خلافهم حول معنى المعرفة فقد أتفقوا نوعاً ما حول العناصر اللازمة لحدوث المعرفة وحدودها بما يلي :-
1- الذات العارفة : وهو الشخص الذي يسعى لاكتساب المعرفة .
2- موضوع المعرفة : وهو الموضوع الذي نسعى لاكتساب المعرفة عنه .
3- وجود علاقة بين الذات العارفة وموضوع المعرفة . وقد أختلفوا مرة أخرى حول فهمهم لحقيقة هذه العناصر وعلاقتها ببعضها .




مذهب اليقين


المذهب العقلي المذهب التجريبي المذهب النقدي
( الحسي )






مذهب الشك




أصحاب الشك الهادم اللاأدريون أصحاب الشك المنهجي
( القائلون بنسبية المعرفة )


الواقعية



الواقعية التقليدية الواقعية النقدية





المثالية



المثالية الموضوعية المثالية الذاتية المثالية النقدية
( أفلاطون ) ( باركلي) ( كنت)






تتناول نظرية المعرفة مشكلة المعرفة من حيث إمكان قيامها وحدودها وصحتها ، ثم الطرق الموصلة الى اكتسابها وأخيرا حقيقة موضوع المعرفة ، فهي محل دراسة واستقصاء نظرية المعرفة وسنتناول القضايا الثلاث السابقة فيما يلي :

طبيعة المعرفة :
أولا : المثالية :-
1- ترد المذاهب المثالية الإدراك إلى التصورات ، أو إلى العقل ، ولا تجعل للواقع قيمة في تشكيل المعرفة ولا للإحساس دورا فعالا في تفسيرها و تحصيلها .
2- تعتبر المعرفة و الوجود من صنع العقل أو الفكر .
3- تركز بشكل رئيسي على الإنسان الباطني أو على الذات و تعتبرها موضع معرفتنا فحسب ، وتعتبر العقل هو الحاكم الوحيد في الوجود .
4- صورية ترد المعرفة إلى الأفكار مع إنكار واقعيتها و تفسر المعرفة عقليا مع رد الأشياء إلى العقل .
5- تعتبر الكون عبارة عن أفكار و تنكر أن له وجودا مستقلا خارجيا .
6- تراوحت محاولاتها بين توحيد الفكر والوجود و قوانينهما وبين جعل المعرفة أساسا للوجود
7- رد المعرفة إلى المعاني الأولية من أجل فهم الوجود الخارجي .
8- معيار صدق المعرفة لديها التطابق الذهني أو الذاتي .

ثانيا :الواقعية :-
1- تهتم الواقعية بالواقع في عملية المعرفة ، وتعترف له بالاستقلال الخارجي . كما اعتبرت الذات العارفة انعكاسا للشيء المعروف الخارجي .
2- قصرت المعرفة على الأشياء الخارجية الواقعية ، كما جعلتها من جنس الواقع لا من جنس الفكر ، وهي بذلك تحد من أثر الذات العارفة وفعاليتها .
3- جعلت معرفة الأشياء نسخة طبق الأصل من حقائقها.
4- المعرفة فيها ذات طابع مادي ، مما حدى بها إلى الإيمان بالوجود الواقعي المادي المكون من الحوادث والأشياء للوجود في الزمان والمكان .
5- إن السمة الرئيسية للواقعية أنها مادية في الوجود حسية في المعرفة ، إذ لا وجود لما ليس بمحسوس .
6- المعرفة فصل من أبواب الوجود ، وبالتالي فان النظرة التي تحكم الوجود هي النظرة التي تحكم المعرفة .
7- اعتقادها بمادية الوجود انعكس على تفسير المعرفة ماديا مع إنكار الجانب الروحي والمثالي ، ومن ثم تجعل الفكر انعكاسا للمادة .
8- تجعل الحس المصدر الوحيد للأفكار ، وتنكر فاعلية العقل وايجابيته .
9- رفضت فطرية الأفكار وذكرت أنها أفكار وقضايا صريحة منذ الميلاد .
10-معيار صدق المعرفة لديها تطابقها مع الواقع .

إمكان المعرفة وحدودها و صحتها :
تناقش هذه القضية مشكلة المعرفة بين الشك واليقين المتعلقة بحقيقتها و امكانية الوثوق بها ، ومدى مطابقة معرفتنا عن موضوع معين لحقيقة هذا الشيء المطلقة . و هنا تختلف وجهات النظر الفلسفية حول هذه المسألة، فنجد الدوجماتيون (أصحاب مذهب اليقين) يرون أن كل معرفة عقلية أو حسية صادقة على الاطلاق بدون برهان يؤكد صدقها ، أما أصحاب مذهب الشك على اختلاف طوائفهم فيقفون موقفا معارضا لأصحاب مذهب اليقين حيث ينكرون اليقين المطلق ولا يعتقدون بموضوعية المعرفة اذ انهم يجعلون الفرد مقياسا للمعرفة .

ثالثاً : طبيعة موضوع المعرفة : -
تتناول هذه القضية صلة الذات العارفة ( الباحث مثلاً ) بموضوع المعرفة التي يتم إنتاجها من حيث وجود تأثيرات متبادلة أو عدم وجودها ، وهنا يزداد الجدل حدة بين المذاهب الفلسفية ، وخصوصاً بين أصحاب المذهب الواقعي وأصحاب المذهب المثالي . فالواقعيون يرون أن الأشياء التي تمثل موضوع المعرفة توجد مستقلة عن الذات المدركة لها ، وأن المعرفة مطابقة لحقائق الأشياء الخارجية المتعلقة بها ، فالأشياء الخارجية المدركة في عقولنا ليست إلا صورة للأشياء الموجودة في الواقع ، وبالرغم من وجهة النظر السابقة لمنظري المذهب الواقعي إلا أن أحفادهم من أصحاب المذهب الواقعي النقدي يخالفونهم الرأي ، إذ يرون أنه بالرغم من أن الحس يدرك حقائق الأشياء الخارجية فإن هذه الحقائق تخضع للفحص في ضوء قوانين العلوم الطبيعية ، فمع أن للمادة وجوداً حقيقياً في الخارج إلا أن الكيفيات التي تدركها الحواس إنما تكون من عمل الذهن ( زيتون وزيتون ، 1992م ) . وعلى ذلك فالمعرفة ليست إدراك صورة مطابقة للأشياء الخارجية بل إدراك صورة معدلة بفعل العقل الذي يمكن له أيضاً أن يتجاوز الجزئيات والمحسات والكليات .
إذن فالواقعية النقدية تبحث في إمكان معرفة الإنسان للموضوعات الخارجية وتحديد الشروط العلمية لهذه المعرفة .

علاقة نظرية المعرفة بالابستمولوجيا :
تلتقي الابستمولوجيا مع نظرية المعرفة على مستوى المنهج الفلسفي المؤسس لموضوع بحثه .
ويرى ( لالاند ) أن الابستمولوجيا هي تمهيد لنظرية المعرفة ، كما يعادل ( بياجي ) بينهما حيث يرى أن الابستمولوجيا تؤدي حتماً إلى نظرية المعرفة وأن المعرفة في تطور لن تصل فيه إلى تمامها وأن كل ابتسمولوجيا تبحث في هذا التطور ستغدو بالتالي نظرية للمعرفة . ( وقيدي ، 1983م ، ص 10 ) .
يميز الكثير من الباحثين بين نظرية المعرفة والابستمولوجيا على أساس أن الثانية تهتم بالمعرفة العلمية وحدها في حين تناولت الثانية مختلف أنواع المعارف .
فالمعرفة العلمية تعتمد القياس والتجارب بينما يمكن الحصول على المعرفة العلمية من خلال العقل والحواس والخبرة اليومية ( كركي ، 1997م ، ص 26 ) .
هناك إذن اتصال وانفصال بين نظرية المعرفة بمعناها الفلسفي العام وبين الابستمولوجيا بمعناها الخاص ، فالاتصال هو المظهر البارز على صعيد التحليل الفلسفي المجرد ، والانفصال قد تبلور مع بداية هذا القرن ، بعد أن أصبحت الابتسمولوجيا من اختصاص العلماء ، بينما بقية نظرية المعرفة بمشاكلها التقليدية من مشاغل الفلاسفة ودراسي الفلسفة

تطور نظرية المعرفة
أرسطـــــــــــــو :
يرى أرسطو أن العلم ينطبق على التصورات فالعلم معرفة يقينية بما هو عام وكلي .
كما أعتمد أرسطو المنهج الاستقرائي الذي ينطلق من الجزء إلى الكل ومن الخاص إلى العام ، وبذلك فقد بدأ أرسطو من التجربة واستخلص منها المعنى العام . الذي يمكن استخلاص الخاص منه ، ونفهم من ذلك أن العلم الحقيقي – كما يرى أرسطو – هو علم برهاني ، والبرهان هو معيار اليقين ، إلا أنه ليس من اللازم البرهنة على كل شيء فهناك مبادئ لا سبيل للبرهنة عليها .
وقد أثبت أرسطو قيمة العقل البشري وصحة مبادئه ، فالعقل هو الذي يميز الإنسان عن سائر الكائنات وهو لا يخدعنا أبداً .

ديكــــــــــــــارت :
يرى ديكارت أن المعرفة الواضحة هي المعرفة العقلية وهي المعرفة التي تنتظم الأفكار الواضحة المتميزة ذات الطبائع البسيطة .
ويرى ديكارت عدم وجود انفصام بين الماهية والوجود وإذا كان ثمة تمييز بينهما فهو تمييز نصطفه في دراستنا لبيان الفرق بين فكرة الشيء في الذهن وفكرته خارج الذهن .
كما يرى ديكارت أن الماهية هي الوجود من حيث هو فكر .كما يرى أن تعقل الموجود هو تعقل طبيعة من الطبائع يفيد ( يعني ) التفكر والتأمل في ذلك الموجود أو في تلك الطبيعة بحدس يفصل بينهما وبين سائر الموجودات أو الطبائع الأخرى وبهذا الحدس يحصل للعقل فكرة واضحة متميزة .
فموضوع العلم عند ديكارت ليس مجرد تصورات مجردة وإنما هو حقائق تتمثل في نفس الإنسان أفكاراً واضحة متميزة . كما أن الطبائع البسيطة التي نوه بها ديكارت من بساطتها لا تحتمل أدنى تحليل ، وإنما يقوم بينها روابط وثيقة وندركها بالنور الفطري أو الحدس .
استهدف ديكارت التوصل إلى عناصر الأشياء أو ماهيتها التي لا انفصال لها عن الموجودات .
( وقد ذهب ديكارت إلى أن الله هو الذي يضمن كل معرفة وكل حقيقة وكل علم ، فالله هو مبدأ المعرفة والوجود ومنبع اليقين ) .
ووضوح الأفكار وتميزها هما المعيار العملي لليقين . والمعرفة كما رأينا تتم لنا بحدس لا يدع مجالاً للشك في وجود الفكر أو في وجود الله .

لـــــــــــــــــــوك :
هو أول من وضع النظرية التجريبية في المعرفة في صورة البحث المستكمل ، وقد أنكر الأفكار والمبادئ الفطرية في المعرفة والأخلاق معاً . فهو لا يسلم بكفاية العقل ويرى أنه عاجز عن تزويد بمعرفة أولية فطرية .
ويمكن تلخيص موقف لوك من مبحث المعرفة فيما يلي :-
1- الموضوعات الخارجية موجودة وجوداً مستقلاً عن معرفتنا بها بغض النظر عن وجود الذات العارفة . ومن جهة أخرى تعتمد الافكار في وجودها على العقل رغم أن قيامها في العقل مستمداً أصلاً من الأشياء الخارجية .
2- الموضوعات الخارجية أو الأشياء الواقعية لها صفات لاستمد وجودها أو طبيعتها من العقل ن ولكن الافكار التي تمثل الاشياء والصفات في العقل تعتمد على العقل الذي يعتمد في أفكاره على الصفات الأولى القائمة في الأشياء والتي تعتبر حقيقية ، ولكن لما لم يكن ي الأشياء صفات ثانوية مطابقة لأفكار المركبة ، فهذه الصفات الثانوية يمكن اعتبارها معتمدة على العقل أعني اعتبارها صفات ذاتية وليدة نشاط العقل .
3- لا تتأثر الأشياء الخارجية وصفاتها بمعرتنا لها ، ولكن الأفكار تخضع لتأثير العقل والأفكار البسيطة يستقبلها العقل كما هي فموقفه منها موقف سلبي ، والافكار المركبة تتولد في العقل من الأفكار البسيطة ومن ثم فالعقل هو الذي يصطنعها ويشكلها .
4- لا توجد الأشياء الخارجية على نحو ما تبدو في الأفكار المركبة بل كما تظهر في الأفكرا البسيطة ، والأفكار المركبة لا تشبه الأشياء كذلك ما دام بناء العقل للأفكار المركبة قد يختلف اختلافاً كبيراً عن البناءً الواقعي للأشياء ، فكل معرفة تمثل الأفكار المركبة هي إذن عرضة للخطأ وليست معرفة وثيقة .

كنـــــــــــــــــط :
إمام المذهب النقدي في المعرفة :
يرى كنط أن علمنا ممكن لأن لدينا معرفة بالظواهر التي تتألف منها التجربة ، والعلم – من وجهة نظره - يتوخى الوصول إلى قوانين كلية ضرورية تسير بمقتضاها الظواهر ، فالعلم – يتناول الظواهر فقط بالدراسة ولا يصل إلى ماهياتها . كما أن تجاربنا تنطوي على معانٍ وعلاقات وأفكار وتصورات فنحن ليست لدينا إحساسات عارية وإنما ندرك موضوعات .
كما يرى أن المعرفة تتطلب الإحساس ، فالتصور يكون خالياً دون إدراك حسي والإدراك الحسي دون تصور يغدو إدراكا ًأعمى .
ويرى أننا لا نعرف طبيعة أذهاننا ولا طبيعة الأشياء في ذاتها . ولكنه يرى أنه إذا كانت هناك تصورات قائمة التجربة وإذا لم تكن هذه التصورات ناجمة عن إحساسات فلا بد أنها آتية من مصدر أخر أعني العقل أو الذهن الذي يشمل في فلسلفة كنط ملكات ثلاث : الحساسية والفهم والعقل .
ويرى أنه وإن كانت معرفتنا تبدأ من التجربة إلا أنه لا يترتب على ذلك أنها تنشأ منها . وذلك أن هناك معرفة مستقلة عن التجربة ، وعن جميع إنطباعات الحواس وهي المعرفة الأولية اللازمة لإتمام المعرفة التجريبية أي البعدية .
والعقل لا يمكن أن يفكر ويحكم إلا باستخدام المقولات الضرورية القائمة فيه والتي لا يتم بدونها تجربة . وليس في وسع العقل أن يعرف إلا إذا حكم على الموضوعات الحسية في إطار هذه المقولات . ويميز " كنط " نوعين من الأحكام : أحكام تحليلية تعبر عن أشياء موجودة أصلاً في موضوع الحكم ، وأحكام تأليفية من انطباعاتنا الحسية وهو لا يكون محموله متضمناً في موضوعه فهو ينطوي من ثم على جديد .